الاعجاز في قوله تعالي و اشتعل الرأس شيبا
الاعجاز في قوله تعالي و اشتعل الرأس شيباً
الاعجاز في قوله تعالى و اشتعل الرأس شيبا
سبحان الله الذي أودع في آخر كتبه آيات بينات لا يصعب على العقلاء رؤيتها، تبهر الإنسان بنورها،
وتؤكد له أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسوله بعث معززا بكبريات آياته للبشر. ويالها من رسالة
عظيمة، رسالة محمد صلى الله عليه وسلم. فبينما كان أعراب قريش يناقشون رسول الله منطلقين من
مبدأ الجاهلية والخوف على تجارتهم يخاطب الله البشرية فيعد وعد الحق .
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد
(سورة فصلت، آية 53)
سبحان الله الذي صدق وعده فأعطى الإنسان في كل زمان دليلا على صدق رسالة عبده محمد (صلى الله عليه وسلم). يقول الله سبحانه في بداية سورة مريم
كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى; رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) (سورة مريم، الايات 1-4)
هذه الآيات الكريمات التي أعجزت، وستبقى معجزة لأجيال من البشر ببلاغتها وجمالها اللغوي وبالقصص الحكيمة، تأتي اليوم لتعجز الإنسان في زمن المجهر الالكتروني والحاسوب ذي السرعات الهائلة التي ظن الانسان جهلا أنه بامتلاكها أصبح مسيطراً على الدنيا ونسي أن للكون مدبرا كبيرا ورءوفا، إذ علمه السبيل الصحيح لإعمار الأرض متمثلة في الرسالات السماوية ومكملة بخاتمتها، رسالة محمد صلى الله عليه وسلم. من المعروف في علوم الطب أن تغير لون الشعر نحو البياض مع التقدم في العمر إنما يعود لتناقص مادة الصبغة في الجلد والمعروفة بالميلانين، ولكن ما كان غير معروف عند المختصين هو: لماذا تنقص مادة الميلانين مع الشيخوخة. قبل أسابيع قليلة نقلت وسائل الإعلام العامة والمختصة خبر توصل عدة فرق من العلماء في ألمانيا وبريطانيا متخصصة في مجالات مختلفة مثل الفيزياء الحيوية والمحاكاة الالكترونية لسبب نقص مادة الميلانين. وقد استخدمت أحدث الطرق والأجهزة المتوفرة لفهم السلسلة الكيميائية المعقدة وراء التغير المذكور وشيب الشعر. مختصر الاستنتاج العلمي هو أن المادة الكيميائية ماء الأوكسجين او هيدروجين بيروكسيد تزداد مع التقدم في العمر في جسم الإنسان فلا يستطيع الجسم تفتيت هذه الكمية الكبيرة الى المكونات الأساسية. نتيجة لذلك يقوم الهيدروجين بيروكسيد بأكسدة جزء من مادة تيروسيناز فلا تقوم هذه الأخيرة بانتاج صبغة الشعر الميلانين. فالأكسدة المذكورة هي السبب المباشر لشيب الشعر وكما هو معروف فأن الأكسدة والاحتراق أو الاشتعال هما تسميتان لنفس العملية. فسبحان الله الذي أعلمنا بهذه الحقيقة العلمية قبل ألف وأربعمائة سنة ، وما أقوى الحجج التي أسند الله بها رسالة عبده محمد عليه وعلى رسل الله قبله السلام. فالقرآن الكريم عودنا بأن يذكر أصعب الحقائق العلمية بكلمات قليلة معجزة وما أدق القرآن في ذكر هذه الحقائق، فانظروا كيف أن القرآن يذكر أن الرأس احترق شيباً ولم يقل بان الشعر احترق شيباً. فظاهراً، يرى الإنسان بان الشعر يتغير لونه وواقع الحال فان الاحتراق او الأكسدة تتم داخل الجسم وهذا ما احتاج عشرات العلماء المزودين بأحدث الأجهزة لوقت طويل من البحث العلمي لمعرفته. ان كل ذي عقل متدبر وضمير صاح لا يسعه إلا أن يقول صدق الله ورسوله.